yami
عدد المساهمات : 3 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 12/11/2008
| موضوع: وصية لقمان 1 الأربعاء نوفمبر 12, 2008 8:07 pm | |
| [[ center]وصية لقمان
تأليف فضيلة الشيخ عبد المجيد يوسف الشاذلي
http://www.alshazly.net/ بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا مَن يهده الله فلا مضل له ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ( )، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ( )، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً = 70 يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً = 71 ( ). أما بعد فإني نظرت يا بُنَيَّ في هذا الزمان، فهالني ما فيه من فتن تترى كقطع الليل المظلم تجعل الحليم حيرانًا، وكثرة دعاة جهنم الواقفين على أبوابها مَن أجابهم إليها قذفوه فيها، ومكر أولياء الشيطان، وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال، وصولجان الباطل وزخرفه وعلو صوته، حتى يخيل أحيانًا للناظر بادي الرأي أنه الحق الذي لا مرية فيه، وتداعي الأمم علينا تداعي الأكلة على القصعة، وغربة أهل الحق وانزوائهم وضعفهم إلا بالله سبحانه وتعالى، فأشفقت عليك يا بُنَيَّ مما أسمع وأرى. يا بُنَيَّ في هذا الزمن الذي تتابع فيه الفتن تجعل الحليم حيرانًا إلا مَن رحم ربك تكون للدرر الثمينة والحِكَم البليغة التي منحها الله تعالى لعبده لقمان في وصاياه الربانية أهمية بالغة لكل عبد مخلص لربه محب لنبيه متمسك بدينه ليُحصن نفسه وأهله من الوقوع في ظلمات الشرك والضلالة ويحمى نفسه وأهله من حالة الذلة والمهانة التي يحياها اليوم أهل الأرض ــ إلا مَن رحم ربك ــ وتصبح هذه الوصايا الربانية والحكم البالغة من لقمان معالم إيمانية في الطريق إلى نور الهدى والتوحيد ولبلوغ مرتبة العزة والكرامة التي يفتقدها اليوم أهل هذه الأرض ــ إلا من رحم ربك ــ. يا بُنَيَّ يكفيك أن تعلم أن الله تعالى بدأ سورة لقمان بقوله: الم تِلْكَ آيَات الْكِتَاب الْحَكِيم هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ ( ). نعم بدأ السورة بالحكمة والهدى والرحمة، بالحكمة لما في وصايا لقمان من الحكم الربانية البالغة, وبالهدى للخروج من الشرك والضلالة إلى الهدى والتوحيد، وبالرحمة في التحصن بموجبات العزة والكرامة والحماية من مسالك الذلة والمهانة. يا بُنَيَّ ما أشد حاجتنا إلى هذه الدرر النفيسة في الوصايا الربانية البالغة التي أمر الله تعالى نبينا محمد أن يبلغنا بها على لسان عبده الصالح لقمان ونحن معا في هذه الرسالة الهامة في هذه الفترة الحرجة من واقع المسلمين مع الوصية الأولى من وصايا لقمان لابنه وهو يعظه, والتي أنزلها الله في كتابه إلى نبيه لتكون حجة لنا أو علينا إلى يوم الساعة. يا بُنَيَّ الوصية الأولى من وصايا لقمان هي ركيزة الإيمان بالله، بها يقبل الله منك الصالحات، ويغفر الله لك بها السيئات, وبدونها يا بُنَيَّ يضاعف الله السيئات ويهدر الحسنات، ويجعلها هباءً منثورًا. نعم من أجل ذلك كانت هذه الرسالة مع وصية لقمان يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ولعل كلمات من عالم جليل شهدت له الأمة بالعلم والتقوى تقرب لك الفكرة. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية( ): «فهذا موضع عظيم جدًا ينبغي معرفته لما قد لبس على طوائف من الناس أصل الإسلام، حتى صاروا يدخلون في أمور عظيمة هي شرك ينافي الإسلام لا يحسبونها شركًا، وأدخلوا في التوحيد والإسلام أمورًا باطلة ظنوها من التوحيد وهي تنافيه، وأخرجوا من الإسلام والتوحيد أمورًا عظيمة لم يظنوها من التوحيد وهي أصله». فأنظر يا بُنَيَّ ــ رحمك الله ــ كيف تسللت الفكرة الخاطئة في هذه الأمة حتى إلى أصل الإسلام والتوحيد بالشرك الأكبر الذي ينافي الإسلام ولا يحسبونه شركًا بل ظنوه من التوحيد. اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ولا تجعله ملتبسًا علينا فنضل واجعلنا للمتقين إمامًا. فاحذر يا بُنَيَّ كل الحذر، فإن الجنَّة غالية تستحق أن يبذل لها كل غالٍ ونفيس. وتَعلَّم يا بُنَيَّ خطر الشرك الأكبر الذي من أجله أنزل الله الكتب وأرسل الرسل ناهين الناس عنه، وداعين إلى توحيده تبارك وتعالى. ففي خطر الشرك الأكبر قال : وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ( ). وقال جلَّ وعلا: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً ( ). وتَنبَّه الرجل الصالح إلى خطره فأوصى ابنه: يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ( ). وأنا يا بُنَيَّ أفَصّل لك هذا الأمر وأذكر لك مسائل عظيمة مفيدة تندرج في هذا الموضوع. وقد سقته لك يا بُنَيَّ في ثلاثة وثلاثين وجهاً ثمانية أوجه: بيَّنتُ لك فيها أن التوحيد الذي أنزل الله به كتبه، وأرسل به رسله ــ عليهم السلام ــ إنما هو توحيد العبادة: أن يعبد الله وحده لا يُشرك به شيئًا وليس فقط توحيد الخالقية والرازقية الذي أقر به مشركو العرب، ولم يدخلهم في الإيمان ولا في الإسلام، وأن توحيد العبادة هو الإسلام، وهو أصل الإيمان، وذكر بعض أدلة الكتاب والسنة على ذلك، وأن مَن لم يترك الشرك الأكبر ويعبد الله وحده فليس بمؤمن ولا مسلم بل مشرك ضال. وفي عشرة أوجه تالية بيَّنتُ لك فيها يا بُنَيَّ بطلان قول الجهمية والمرجئة الذين يؤولون حقيقة الإسلام والإيمان. ومن الوجه التاسع عشر حتى الوجه الثاني والعشرين جاء الحديث على أنه كما أن التوحيد توحيدان، فإن الشرك شركان، وكذلك بيان نوعي التوحيد من خلال أربع آيات من سورة الأنعام، وكلام كل من شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله. وفي الوجه الثالث والعشرين: تجد ضوابط معرفة أركان التوحيد ونواقضه، وهي ضوابط تخدم في رفع اللبس والخلط، حتى لا يُدخل في التوحيد ما ليس منه، ويُخرج منه ما يُعد من صلبه. ثم يأتي بعد ما تقدم الوجه الرابع والعشرون في بيان مفردات الشرك والكفر المخرجة من الملة، مع تفصيل هذه المفردات وذكر أدلتها من الكتاب والسنة وأقوال العلماء. وفي الوجه الخامس والعشرين كان الحديث على أن الدين مراتب ثلاثة، وكذلك التفريق بين الحديث عن قضايا الإيمان حكمًا وبين الحديث عنها تكليفًا شرعيًا. وكذلك في الوجه السادس والعشرين بيان تغير الدلالات بتغير الاستعمالات للفْظَي الإيمان والإسلام وفي ذلك حسمًا للتشابه والاختلاط. ثم استكمالاً للفائدة وتفاعلاً مع الواقع جاء الوجه السابع والعشرون: في الحديث عن ضوابط الأحكام ومقاصد الشريعة، وأهداف العمل الإسلامي. ثم يأتي الحديث في الوجه الثامن والعشرين عن الإيمان بين الإفراط والتفريط ليعطي لنا صورة عن الوسطية في أمر الإيمان، والذي تتميز به هذه العقيدة، وتتميز به هذه الأمة. وفي الوجه التاسع والعشرين كان الحديث عن أثر غياب المفاهيم الصحيحة في الواقع المعاصر. كما أن وصية لقمان لابنه اشتملت على جملة من القيم الإيمانية والأخلاق، كان الحديث في الوجه الثلاثين عن جملة من القيم الإيمانية والأخلاقية التي لا غنى عنها للفرد والجماعة، والتي إذا تخلق بها الفرد المسلم وأضيف إليها قوة الشعور الديني مع مفاهيم صحيحة للدين، ووعى بالواقع، أمكن ذلك من إخراج الطليعة المؤمنة التي تستطيع أن تعزم العزمة وتمضي على الطريق، وتسعى لانتشال الأمة من حالة الوهن والغثائية لتعود كما أرادها الله تبارك وتعالى: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ( ). واستكمالاً للفائدة ألحقنا ثلاثة أوجه عن الجهل، والخطأ والتأويل، والإكراه. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل. ونسأل الله عزَّ وجلَّ أن يجعل عملنا هذا خالصًا وصائبًا. خالصًا لوجه الكريم، وصائبًا وفق كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين.[/center] | |
|
طالبة رضا الله Admin
عضوة نشيطة ومديرة مهتمة عدد المساهمات : 199 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 02/10/2008 العمر : 28 الموقع : متوسطة صاولة احمد بن شهرة *خميستي* -تيسمسيلت - العمل/الترفيه : تلميذة تحب الدراسة والمدرسين
| موضوع: رد: وصية لقمان 1 الأربعاء نوفمبر 12, 2008 8:43 pm | |
| | |
|
نور الهدى Admin
عدد المساهمات : 209 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 18/09/2008 العمر : 26 الموقع : خميستي العمل/الترفيه : تلميذة
| موضوع: رد: وصية لقمان 1 الإثنين ديسمبر 22, 2008 8:38 pm | |
| بوركت و جزاك الله كل خير يا أخي | |
|